الاثنين، 22 يونيو 2015

الحذر من مقتدى ... فهو ليس وطني وانما خادم لمشروع ايراني

منذ سقوط النظام السابق ولحين هذه اللحظة برزت العديد من الوجوه والشخصيات على الساحة السياسية العراقية, وهذه الشخصيات عملت في السياسة, وعلى الرغم من إن اغلب هؤلاء ليس لهم باع كبير في السياسة إلا إنهم على الأقل احتكوا بالسياسيين سواء كانوا عراقيين أو لا, ومارسوا شيئا من السياسة, مما جعلهم على فهم ومعرفة بشيء من الأمور السياسية كحد أدنى .
لكن الغريب بالأمر إن بعض الأشخاص قد دسوا " خشومهم " أنوفهم بالعمل السياسي وهم لا توجد لديهم أي خلفية سياسية ولا نسبة 1% واحد بالمائة, مما جعلهم يفشلون فشلا ذريعاً  في تحقيق أي مكسب أو منفعة للشعب العراقي وللوطن, بل كل ما حققوه هو جلب المعاناة والويلات للعراقيين, ومقتدى الصدر من أبرز هذه الشخصيات وهو صاحب المركز الأول من قائمة الفاشلين في العمل السياسي, وكذلك في قائمة السراق والقتلة والإرهابيين.
فقد عودنا الصبي  مقتدى الصدر على التقلب في مواقفه,  فهو من أبرز وأكثر الشخصيات  التي ساومت على مبادئها ومعتقداتها, فبالأمس القريب ضرب مذهب التشيع من خلال تبرئته ليزيد عليه اللعنة من دم الإمام الحسين  عليه السلام, لا لشيء يستحق بل محاولة منه أي " مقتدى " لتجميل صورته أمام بقية المذاهب الأخرى التي خاض معها  حرب طائفية قتل فيها ما قتل من أبناء العراق من أهل السنة, الذين يتملقهم الآن, ونهب أموالهم واستباح أعراضهم , وأسس المحاكم " اللاشرعية  " سيئة الصيت التي أزهقت أرواح الآلاف من العراقيين " سنة و شيعة و عرب و كرد .."  ؟؟؟!!!.
وها هو اليوم يظهر بمظهر الوطني الداعي للوحدة واللحمة ويدعو للتقارب مع السنة, وهو في الوقت ذاته جيش سرايا جيشه المليشياوي في مناطق تكريت وديالى والانبار لكي تمارس عمليات القتل والسلب والنهب, ومافعلته مليشياته في مدينة الاعظمية في العاصمة بغداد أيام زيارة الإمام الكاظم عليه السلام من حرق وسلب لديوان الوقف السني وبعض منازل أهل السنة ما هي إلا خير دليل على ازدواجيته, وللأسف الشديد هذه الأمور انطلت على الأغبياء والسذج من أهل السنة ممن ينادون ويتكلمون عن مقتدى الصدر بأنه وطني ؟؟!!.
وما أدهشني كثيرا هو موقف مقتدى الصدر من الثورة السورية الذي ينم على نفاقه  ودجله وازدواجيته, ففي لقاء حواري معه على قناة 24 الفرنسية, سأل المحاور مقتدى الصدر, عن موقفه من الوضع في اليمن, فأجابه مقتدى بأنها ثورة شعب مظلوم, ولا يوجد داعِ لسفك الدماء من اجل شخص واحد !! فقام الصحفي المحاور بفضح مقتدى عندما سأله مباشرة عن موقفه من الثورة السورية ولماذا يقتل الآلاف من السوريين من أجل شخص واحد؟ فرد مقتدى بالجواب متلعثما, بأنه متعاطف مع الشعوب, وانه دعم الثورة السورية قبل أن تصبح صراع على السلطة ؟؟!! وهنا كذب مقتدى كذبا صريحا فالكل يعرف إن مقتدى الصدر أرسل مليشياته إلى سوريا, لتقف إلى جانب النظام السوري وتقوم بعمليات القتل والاغتصاب والسلب والنهب في سوريا, وهكذا كان مقتدى يدعم الثورة وهكذا يتعاطف معهم ؟؟!!.
ويضاف لذلك مواقفه السابقة المتناقضة التي لا تنم عن  أي وعي أو ثقافة أو فهم سياسي, فتارة يقول بشيء وتارة أخرى يتراجع من قبيل " مشروع سحب الثقة " ذلك المشروع الإلهي على حسب تعبيره, وبعد فترة وجيزة جدا تراجع وتخلف عن مشروعه الإلهي؟! وهذا بضغط من إيران حيث أجبرته على التراجع عن هذا القانون, لان المالكي وحسب ما قال خامنئي يمثل ابنها المدلل والذي خدمها وخدم مصالحها في العراق فكيف يسحب مقتدى الثقة منه ؟ فتراجع مقتدى بعد أن قرصت إذنه إيران بتجميد حسابه البالغ 150 مليون دولار التي جمعها من الإتاوات من ميناء البصرة, فهذه التقلبات إن دلت على شيء فإنها تدل بشكل واضح وصريح انه عبارة عن ألعوبة بيد إيران الفارسية.
وها هو اليوم دخل في عنوان المصالحة أو الاتفاق مع إياد علاوي, وهذا من أجل الالتفاف على أهل السنة وإيقاعهم بفخ إيراني,  فهذا الاتفاق عبارة عن اتفاق شكلي إعلامي فقط وليس له أي أثار تطبيقية على ارض الواقع, فقرار التجميد الذي أصدره مقتدى فقط اخذ الحيز الإعلامي بينما على ارض الواقع فسرايا السلام ولواء اليوم الموعود وبقية الفصائل المسلحة التابعة لجيش المهدي ما زالت تمارس أنشطتها العسكرية في المناطق الساخنة في ديالى وصلاح الدين والانبار ومناطق حزام بغداد, فأين قرار التجميد ؟!.
وان كان سبب التجميد هو الإجرام التي ترتكبه المليشيات وما يسمى بالحشد الشعبي, ورفض السيد مقتدى لكل تلك الجرائم, فلماذا لم يدين ولو بتصريح بسيط تلك الجرائم, ويرفض سياسية إيران في العراق خصوصا وان إيران هي من تدير وتقود تلك المليشيات؟! وهذا يجعلنا نشك بمدى مصداقية هذا الاتفاق من جهة السيد مقتدى الصدر لأنه وكما يبدو مخطط إيراني وضعته كخط رجعة لها في حال سيطر العرب السنة على زمام الأمور في العراق وبهذا تستطيع أن تدخل لهم من خلال السيد مقتدى الذي ظهر إعلاميا بالمظهر الوطني المتعاون مع السنة.
وبصورة أدق, إن هذا الاتفاق هو لمجرد المماطلة وكسب الوقت من قبل إيران, من جهة وكذلك ضمان الالتفاف على أهل السنة ووضع موطئ قدم لها في ما بينهم, وكما وضحنا الأمر الذي جعلنا نظن بهذا الاتفاق هذه الظنون هو غياب التجميد الواقعي لجيش المهدي من جهة وكذلك عدم سماع أي تصريح من السيد مقتدى يدين فيه التدخلات الإيرانية في العراق, هذا ما يخص الاتفاق الذي لم نرى له أي تطبيقات خارجية فعلية وسرعان ما قرر مقتدى إرجاع مليشيات إلى ممارسة نشاطها بعد فترة وجيزة من قرار التجميد, خصوصا بعدما أوجعت إيران بضربات الثوار وأحست بخطورة الهزيمة الوشيكة فأوعزت لدميتها مقتدى بإلغاء التجميد من اجل زيادة الزخم المليشاوي في المناطق السنية.
وفي عودة إلى تاريخ مقتدى وخصوصا بعد أحداث 2006م التي أعقبت تفجير الإمامين العسكرين, حيث قاد حملة من التطهير الطائفي ضد أهل السنة في بغداد وديالى وسامراء وفي مناطق تلعفر ويوجد الكثير من الفيدوهات التي تؤيد ما قلناه, وقام بعمليات هدم وحرق للجوامع السنية, ويشهد لذلك ما يسمى بمقبرة السدة ومقبرة المحمودية وغيرها, وهنا نسال هل سيبقى مقتدى الصدر يدعو للوحدة الوطنية لو هدمت إحدى المراقد المقدسة مرة أخرى أم انه سيعود إلى ممارسة نشاطه السابق كما حصل في 2006؟؟!!, على أهل السنة الحذر كل الحذر من مقتدى الصدر لأنه إنسان يعيش حالة من الازدواجية التي علمته عليها إيران, ولأنه لا يستحي من التقلب في الموقف ولا يوجد عنده مبدأ ثابت لذلك عولت عليه إيران كثيرا, فتارة تارة بان يكون كالحمل الوديع وتارة يصبح كالوحش الكاسر لا يرحم اقرب المقربين له.

فقط لتأكيد ما ذكرناه اضع بين يدي القارئ الكريم كيف يهدد مقتدى الصدر واتباعه اهل السنة وكيف يتوعدهم باستباحة اموالهم واعراضهم والاغرب انه يقسم بالخميني وبخامنئي وهذا دليل على صوفيته ومجوسيته وخدمته لايران ... علما ان الوثيقة هي نسخة من الوثائق المسربة اخيرا على موقع وكيليكس





احمد الطحان