بعد أن قرر مقتدى الصدر تجميد كل المليشيات
التابعة له, والحد من نشاطها في 17 / 2 / 2015م وعدم مشاركة ما يسمى بــ"
الحشد الشعبي " , بحجة إن الحشد فيها مليشيات وقحة قرر اليوم مقتدى الصدر إلغاء
قرارا التجميد؟! فما هو سبب هذا الإلغاء يا ترى ؟! هل هو قرار شخصي منه أم انه
قرار وتوجيه تلقاه من إيران ؟!
أن كان هذا القرار شخصيا فإنه يدل على إن
مقتدى الصدر لا يفهم ولا يفقه من عالم السياسة والجهاد شيئا, فكيف يعدل عن قرار لم
يمضي عليه شهرا كاملا ؟! خصوصا إن الأعذار التي طرحها لاتخاذه قرار التجميد مازالت
موجودة ولم تنتفي, وأقصد إن وقاحة المليشيات مازالت مستمرة, والمليشيات مازالت
تمارس وقاحتها وجرمها وفسادها وارتكابها الموبقات والحرمات والجرائم بحق السنة
" غير الدواعش " كما يقول مقتدى الصدر, فهل يعقل إن يصدر هكذا أمر من
شخص عاقل أو فاهم أو شخص سياسي أو مجاهد ؟؟!!.
وإن كان هذا القرار قد أملي عليه فهذه طامة
كبرى ودليل على إن مقتدى الصدر إنسان مسير ولا يستطيع إن يخطو خطوة إلا بأمر
وتوجيه, وهذا في الوقت ذاته يكشف إن الخطوة التي اتخذها سابقا – قرار التجميد – هي
قرار غير شخصي وكان يراد منه هدف معين, كأن يكون كما أوضحنا في مقال سابق هو
الالتفاف على أهل السنة في العراق من قبل إيران.
لكن
وبما إن إيران الآن تتصور نفسها قد ربحت المعركة فقررت العدول عن رأيها فأمرته
بتغير قراره, هذا من جهة, ومن جهة أخرى قلة العدد والعدة التي يعاني منها الحشد
وكثرة الخسائر التي تكبدها في المعارك الجارية الآن في تكريت جعلت إيران أيضا تعيد
تفكيرها في قرار التجميد لذلك أمرت مقتدى بان " يذوب أتباعه " ويعود
يشارك المليشيات والحشد وقاحته التي يمارسها بحق أبناء الشعب العراقي, وبكلا
الحالتين – شخصي أو إملاء – فإن هذا القرار والذي سبقه يدل على إن مقتدى شخصية
مريضة منقادة لإيران وتعمل على خدمة مصالح دولة فارس في العراق.
احمد الطحان