الجمعة، 6 مارس 2015

تأكيد السيستاني على رواية مقتل فاطمة " الزهراء" إيقاظ للفتنة



مرجعية ومؤسسة تتظاهر بالاعتدال, تدعي الوطنية, وتبدي عدم الفرقة والطائفية وإثارة الفتن بين أبناء البلد والدين الواحد, مؤسسة النجف أنموذجا حيا على ذلك, لكنها في حقيقة الأمر تسعى لصب الزيت على النار, بل إنها تنقب في فوهة بركان طائفي في العراق, وهذا ما وجدناه في تصريحات عبد المهدي الكربلائي اليوم الجمعة 6 / 3 / 2015م, وكيل مرجعية السيستاني, والذي أكد نقلا عن مرجعية السيستاني رواية مقتل الزهراء من قبل الخليفة الثاني.
الآن بغض النظر عن صحة الرواية أو عدمها, هل بالفعل الرواية صحيحة أو لا, هل يسمح لنا الظرف الحالي الذي يمر به العراق خصوصا والعالم الإسلامي عموما بذكر هكذا روايات؟ هل إثارة العاطفة لدى الشيعة الآن أمر مقبول ؟ هل هكذا تصريحات ومن هكذا أماكن رسمية ومن خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ؟؟!! كيف لهكذا مرجعية تدعي إنها مرجعية سلام أن تدلي بهكذا تصريحات في ظل ظروف حرجة جدا وخطيرة جدا ؟!.
والغريب بالأمر إن هذا التأكيد على صحة هذه الرواية ومن على منبر الجمعة من قبل مرجعية السيستاني لم يصدر سابقا ولا في أي مناسبة حتى في المناسبات التي مرت علينا في استذكار وفاة فاطمة عليها السلام؟! فلماذا يصدر هذا التأكيد في هذا الوقت في الذات؟ فهذا كله إن دل على شيء فأنه يدل على إن هذه فتوى طائفية جديدة و مبطنة تؤكد وتؤيد الفتوى الأولى " الجهاد الكفائي" يراد منها تعميق النزعة الطائفية وإثارتها بشكل أوسع و تصفية أهل السنة في العراق, خصوصا والآن تواجد ما يمسى بــ" الحشد الشعبي " في المناطق السنية.
لكن شعورهم بان المعركة خاسرة لا محال, وبان الناس بدأت تكشف زيفهم وخداعهم وكذبهم, وبعد أن كُشف مدى طائفيتهم من خلال فتوى الجهاد, ومن أجل تدارك الموقف أطلقوا هذا التصريح وهذا التأكيد من أجل أن يلتفوا على الناس ويوقعوهم في الفتنة لكن بصورة غير مباشرة. 
وهنا نتساءل أيضا عن موقف هذه المرجعية وهذه المؤسسة عن ما يمسى بمؤتمرات وندوات وحوارات تقارب الأديان والمذاهب, هل هكذا تؤسسون لها ؟! هل يتم التهيئة والتوطئة لها بهكذا تصريحات؟ أم أن هذا هو تهديم وتدمير لكل مسعى وجهد من شأنه أن يضع حد للصراع الطائفي الحاصل في العراق؟!
فمن يتظاهر بالسلام هو عدو للسلام, ومن يقول برفض الطائفية هو يعمق ويجذر ويؤسس لها, ومن يقول السنة أنفسنا يفتي بقتل أهل السنة؟؟!! فأي مرجعية هذه وأي صمام أمان هذا الذي يسعى وبكل الطرق وبمختلفها أن يثير الفتنة والطائفية بين أبناء البلد الواحد ؟! يخلق الحيل والذرائع من أجل أن يزيد من الحقد والحقن والشحن الطائفي ونحن نمر في ظروف بأمس الحاجة فيها إلى الأصوات الوطنية الوحدوية المعتدلة البعيدة عن كل البعد عن العزف الطائفي.

احمد الطحان