السبت، 21 مارس 2015

دول الخليج هدف إيراني مستقبلي بعد العراق ... لذا اقتضى التنويه




المتتبع لمجريات الأحداث في العراق يجد إن الهيمنة الإيرانية على الأراضي العراقية واضحة وجلية جدا, وبصورة لا يمكن نكرانها أو غض الطرف عنها, بل إن الأمر وصل إلى مرحلة التصريحات السياسية التي اخذ يطلقها الساسة الإيرانيين, ليؤكدوا مدى سيطرة دولة فارس على الأراضي العراقية, والتي ستكون بوابة ومدخل لتوسع إمبراطورية فارس في الوطن العربي عموما ومنطقة الخليج خصوصا, فلنتابع تلك التصريحات...
أولا تصريح المستشار الخاص للرئيس الإيراني في شؤون القوميات والأقليات الدينية, علي يونسي والذي قال فيه (إن إيران اليوم أصبحت إمبراطورية، كما كانت عبر التاريخ، وعاصمتها بغداد حاليًا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا، كما في الماضي.).
ثانيا: تصريحات حسن زادة والتي هاجم فيها بقسوة العرب ودعا فيها العراقيين ترك «العروبة المزيفة الجاهلية وتراب الذل العربي» وتغيير ملابسهم بعيداً عن «الدشداشة والكوفية» وأكد إن : الأوان قد آن لأن «يقول الشعب العراقي كلمته الأخيرة وأن يختار بين العروبة المزيفة الجاهلية وبين الإسلام الحقيقي وينفض ثوبه من تراب الذل العربي».
ثالثا : تصريح رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية – أي وكالة الحرس الثوري – حيث قال وبصريح العبارة , وبكل ثقة و أريحية عالية (( وما الضير في أن تكون بغداد جزءاً من الإمبراطورية الإيرانية الفارسية ؟! ألم نحمي العراق من خطر العرب ؟! لان العرب يرسلون المفخخات والانتحاريين والقاعدة وداعش إلى العراق ويتعاملون معه تعامل طائفي , ولأنهم لا يريدون الحاكم الشيعي ... و يكمل القول : بأن هذا هو ليس فرضاً منا و إنما القادة السياسيين – الشيعة والسنة – طلبوا منا ذلك ونحن نلبي طلبهم لأنهم عزيزون علينا )) ....!
ثالثا : تعليقات جريدة مهر الإيرانية ومن أبرزها : «العراق بحاجة إلى حلّة جديدة بعيدة عن الكوفية والعقال والدشداشة ويتجه نحو ثقافة جديدة ليس فيها عنصرية، لا بل قريبة من الواقع الديموغرافي والمذهبي في العراق» ووصفت الوكالة العرب بأنهم «عربان»، مضيفة "على الشعب العراقي أن يتجه نحو الوحدة مع أصدقائه الحقيقيين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة لأن كل ويلات العراق سببها وجود العربان ".
رابعا : التدخل العسكري الواضح والصريح في العراق وكان آخره هو دخول قوة مكونة من خمسة ألوية مدرعة بعمق 40 كيلو متر في الأراضي العراقية بحجة احتمالية وقوع هجمات لتنظيم الدولة على إيران, بالإضافة إلى الوجود المليشياوي لعناصر فيلق القدس الإيراني وبقيادة سليماني, والغريب بالأمر إن هذا التواجد مفروض على الحكومة العراقية وليس بطلب منها وأيضا هو خارج التحالف الدولي؟؟!!.
وهذا الأمر هو تهديد صريح لدول الخليج خصوصا بعد التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قائلا بان سقوط بشار الأسد في سوريا هو مقدمة لسقوط الكويت وافهموها كما شئتم ؟؟!! وهذا يكشف المخطط الصفوي الذي يهدف إلى احتلال أجزاء واسعة من الخليج العربي ولا ننسى إن التواجد الفارسي الآن واضح وصريح في اليمن, فلم يبقى لدولة فارس سوى خطوات لكي تحقق حلمها وتكون بالفعل سيطرة على الخليج العربي وتحوله إلى الفارسي.
فالعراق بما انه جمجمة العرب وبوابة الشرق, والآن إمبراطورية فارس تعيد أمجادها فيه فان دول الخليج العربي خصوصا والعربية عموما في خطر محدق ووشيك جدا, ولا يمكن الاعتماد على أمريكا والأمم المتحدة في الحد من التوسع الإيراني في المنطقة لان في عالم السياسة لا يوجد شيء اسمه عدو دائم أو صديق دائم, فانتبهوا أيها العرب, انتبهوا يا حكام الخليج والعرب, فالاخطبوط الفارسي التهم العراق وسيلتهمكم دولة بعد أخرى, لذا اقتضى التنويه.


احمد الطحان