لا يخفى على الجميع إن كل الدول التي تتدخل
في الشأن العراقي, تتدخل من أجل مصالحها ومنفعتها وليس حبا بالشعب العراقي أو حرصا
عليه, و من أبرز الدول التي لها تدخل واضح وصريح الآن في العراق هي أمريكا وإيران,
فلكل دولة دور خاص تلعبه وبصورة مباشرة من خلال تدخلاتها الصريحة والمعلنة,
وبطريقة غير مباشرة من خلال من يعمل تحت القبعة الأمريكية أو العمامة الإيرانية,
من سياسيين ورجال دين, وما أكثرهم في العراق.
الأمر
الذي جعل كل ما يصدر من هؤلاء هو أمر مشكوك فيه خصوصا بعد التجارب السابقة التي
مررنا بها كعراقيين, فمثلا الاتفاق الجديد الذي حصل بين السيد مقتدى الصدر والسيد أياد
علاوي, هو عبارة عن اتفاق شكلي إعلامي فقط وليس له أي أثار تطبيقية على ارض
الواقع, فقرار التجميد الذي أصدره السيد مقتدى فقط اخذ الحيز الإعلامي بينما على
ارض الواقع هذه سرايا السلام ولواء اليوم الموعود وبقية الفصائل المسلحة التابعة
لجيش المهدي ما زالت تمارس أنشطتها العسكرية في المناطق الساخنة في ديالى وصلاح
الدين والانبار ومناطق حزام بغداد, فأين قرار التجميد ؟!.
وان كان سبب التجميد هو الإجرام التي ترتكبه
المليشيات وما يسمى بالحشد الشعبي, ورفض السيد مقتدى لكل تلك الجرائم, فلماذا لم
يدين ولو بتصريح بسيط تلك الجرائم, ويرفض سياسية إيران في العراق خصوصا وان إيران
هي من تدير وتقود تلك المليشيات؟! وهذا يجعلنا نشك بمدى مصداقية هذا الاتفاق من
جهة السيد مقتدى الصدر لأنه وكما يبدو مخطط إيراني وضعته كخط رجعة لها في حال سيطر
العرب السنة على زمام الأمور في العراق وبهذا تستطيع أن تدخل لهم من خلال السيد
مقتدى الذي ظهر إعلاميا بالمظهر الوطني المتعاون مع السنة.
وبصورة أدق, يبدو إن هذا الاتفاق هو لمجرد
المماطلة وكسب الوقت من قبل إيران, من جهة وكذلك ضمان الالتفاف على أهل السنة ووضع
موطئ قدم لها في ما بينهم, وكما وضحنا الأمر الذي جعلنا نظن بهذا الاتفاق هذه
الظنون هو غياب التجميد الواقعي لجيش المهدي من جهة وكذلك عدم سماع أي تصريح من
السيد مقتدى يدين فيه التدخلات الإيرانية في العراق.
احمد الطحان