تعتبر الخطابات والمؤتمرات والندوات التي يقيمها
عمار الحكيم وبصورة مستمرة من أهم ما يميز هذه الشخصية والتي يريد من خلالها تجميل
صورته وصورة " المجلس الأعلى " خصوصا بعد فشله الذريع في العملية
السياسية سابقا , قبل أن يتولى ائتلاف دولة القانون زمام الأمور في العراق كان
" المجلس الأعلى " بقيادة عمار الحكيم هو الحزب الحاكم , وبسبب الفشل
السياسي وانعدام كافة أشكال الخدمة للشعب العراقي مع توسع رقعة الفتن الطائفية في
العراق مما أدى إلى سقوطه سياسيا في نظر الشعب العراقي وفشله في تولي زمام الأمور
" قيادة الدولة العراقية " .
هذا كله جعل منه يسعى جاهدا إلى تحسين تلك
الصورة السوداء التي رسمها له العراقيين فبدأ يعمل وبمحورين من اجل كسب ود وتعاطف
ورضا الشارع العراقي " السني و الشيعي " حيث أعتمد في المحور الأول على
استخدام الخطابات والندوات العلنية التي يصرح فيها ويعبر عن مدى سعيه إلى نبذ
الطائفية , وانه يمقتها ويؤسس إلى التقارب بين الطوائف العراقية ( ظاهرا ) لكسب ود
العراقيين السنة وبعض الشيعة الذين لا يؤيدون الطائفية .
والمحور الثاني هو استخدام الإعلام المبطن
والدعائي في مسألة ( الصراع بين السنة وحكومة " العلوي " بشار الأسد
الذي تدعمه إيران ) في محاولة منه للتأثير على الوسط الشيعي وهذا مستخدما في ذلك
أسلوب الخداع والمكر حيث يظهر ما لا يبطن ( ظاهرا شيء وفي الباطن شيء أخر تماما )
وهو الآن يعتمد على أسلوب " اللعب على
الحبلين " الحبل الأول هو الظهور بالصورة الحسنة أمام السنة العراقيين وإدعاء
الوطنية , والحبل الثاني هو محاولة نيل وكسب ود الشيعة العراقيين مستخدما في ذلك
العاطفة المذهبية , والكل يعلم ومتيقن مدى انصياع عمار الحكيم لحكومة المرشد
الإيراني " علي خامنائي " حيث يعتبر عمار الذراع الإيراني الأقوى في
العراق , ويعتبر هو المدافع رقم واحد
للمصالح الإيرانية في العراق وهو الوكيل والمعتمد
السياسي الإيراني في العراق .
وهذا يذكرنا ببني العباس الذين رفعوا شعار
" يا لثارات الحسين " من أجل الوصول للحكم والسلطة وبعد ما تسنى لهم الآمر
فإذا بهم أول من شن أبشع هجمة شرسة على آل البيت ( عليهم السلام ) وكانت حصتهم في
قتل آل البيت وذرية الحسين ( عليهم سلام الله ) الأكبر والأكثر .
وعمار الحكيم الآن نسخة طبق الأصل من
العباسيين حيث يرفع شعار " يا لثارات العراقيين " و " نبذ الطائفية
" بينما هو الابن البار لإيران والداعم والمدافع والمنفذ لمشاريعها في العراق
, ولم نرى له أو لحزبه " المجلس الأعلى الإيراني " في الدفاع عن مقدسات
العراقيين وعن أعراضهم وخيراتهم وثرواتهم ودمائهم بل ما شهدناه وعشناه هو خلاف ذلك
تماما , وما إن يتسنى له الآمر مرة أخرى فإننا سوف نشاهد القتل والإرهاب يعود
بصورة اكبر وأوسع مما هو عليه الآن .
ولكن كل من يتصنع ويدعي انه وطني وينبذ
الطائفية بالعلن ويؤسس لها بالخفاء فانه سوف يكون أول من يحترق بنارها , وعمار
الحكيم سيكون أول المحترقين بنار الطائفية
اياد المنصوري