الخميس، 5 ديسمبر 2013

عمار الحكيم أول من سيحترق بنيران الطائفية

 تعتبر الخطابات والمؤتمرات والندوات التي يقيمها عمار الحكيم وبصورة مستمرة من أهم ما يميز هذه الشخصية والتي يريد من خلالها تجميل صورته وصورة " المجلس الأعلى " خصوصا بعد فشله الذريع في العملية السياسية سابقا , قبل أن يتولى ائتلاف دولة القانون زمام الأمور في العراق كان " المجلس الأعلى " بقيادة عمار الحكيم هو الحزب الحاكم , وبسبب الفشل السياسي وانعدام كافة أشكال الخدمة للشعب العراقي مع توسع رقعة الفتن الطائفية في العراق مما أدى إلى سقوطه سياسيا في نظر الشعب العراقي وفشله في تولي زمام الأمور " قيادة الدولة العراقية " .
هذا كله جعل منه يسعى جاهدا إلى تحسين تلك الصورة السوداء التي رسمها له العراقيين فبدأ يعمل وبمحورين من اجل كسب ود وتعاطف ورضا الشارع العراقي " السني و الشيعي " حيث أعتمد في المحور الأول على استخدام الخطابات والندوات العلنية التي يصرح فيها ويعبر عن مدى سعيه إلى نبذ الطائفية , وانه يمقتها ويؤسس إلى التقارب بين الطوائف العراقية ( ظاهرا ) لكسب ود العراقيين السنة وبعض الشيعة الذين لا يؤيدون الطائفية .
والمحور الثاني هو استخدام الإعلام المبطن والدعائي في مسألة ( الصراع بين السنة وحكومة " العلوي " بشار الأسد الذي تدعمه إيران ) في محاولة منه للتأثير على الوسط الشيعي وهذا مستخدما في ذلك أسلوب الخداع والمكر حيث يظهر ما لا يبطن ( ظاهرا شيء وفي الباطن شيء أخر تماما )
وهو الآن يعتمد على أسلوب " اللعب على الحبلين " الحبل الأول هو الظهور بالصورة الحسنة أمام السنة العراقيين وإدعاء الوطنية , والحبل الثاني هو محاولة نيل وكسب ود الشيعة العراقيين مستخدما في ذلك العاطفة المذهبية , والكل يعلم ومتيقن مدى انصياع عمار الحكيم لحكومة المرشد الإيراني " علي خامنائي " حيث يعتبر عمار الذراع الإيراني الأقوى في العراق  , ويعتبر هو المدافع رقم واحد للمصالح الإيرانية في العراق وهو الوكيل والمعتمد  السياسي الإيراني  في العراق .
وهذا يذكرنا ببني العباس الذين رفعوا شعار " يا لثارات الحسين " من أجل الوصول للحكم والسلطة وبعد ما تسنى لهم الآمر فإذا بهم أول من شن أبشع هجمة شرسة على آل البيت ( عليهم السلام ) وكانت حصتهم في قتل آل البيت وذرية الحسين ( عليهم سلام الله ) الأكبر والأكثر .
وعمار الحكيم الآن نسخة طبق الأصل من العباسيين حيث يرفع شعار " يا لثارات العراقيين " و " نبذ الطائفية " بينما هو الابن البار لإيران والداعم والمدافع والمنفذ لمشاريعها في العراق , ولم نرى له أو لحزبه " المجلس الأعلى الإيراني " في الدفاع عن مقدسات العراقيين وعن أعراضهم وخيراتهم وثرواتهم ودمائهم بل ما شهدناه وعشناه هو خلاف ذلك تماما , وما إن يتسنى له الآمر مرة أخرى فإننا سوف نشاهد القتل والإرهاب يعود بصورة اكبر وأوسع مما هو عليه الآن .
ولكن كل من يتصنع ويدعي انه وطني وينبذ الطائفية بالعلن ويؤسس لها بالخفاء فانه سوف يكون أول من يحترق بنارها , وعمار الحكيم سيكون أول المحترقين بنار الطائفية


اياد المنصوري