الجمعة، 31 يوليو 2015

تظاهرات الأمس حرام وتظاهرات اليوم حلال ... ما معنى ذلك ؟!

لا يخفى على الجميع إن موقف مرجعية السيستاني من تظاهرات الشعب العراقي في الخامس والعشرين شباط سنة 2011 كان سلبيا ولم يقدم أي دعم لهذه التظاهرات التي نظمها أبناء العراق ضد حكومة المالكي,  إذ أقدم السيستاني في وقتها على تحريم خروج تلك التظاهرات بحجة الخوف من المدسوسين والبعثيين والإرهابيين, بينما كان الوضع الأمني في العراق في ذلك الوقت أفضل بكثير من الوضع الأمني في وقتنا الحالي.
فلم تكن بغداد مهددة من التنظيمات الإرهابية بالصورة التي يهددها تنظيم داعش اليوم, ومع ذلك حرم السيستاني تظاهرات الشعب ضد حكومة المالكي التي انعدمت فيها الخدمات, وبشكل لا يختلف عن انعدام الخدمات اليوم, بينما نجد السيستاني اليوم قدم شيئا من الدعم للتظاهرات التي خرجت مساء اليوم الجمعة 31 / 7 / 2015 م كما حذر حكومة العبادي من غضب الشعب العراقي!!.
وهذا الأمر جعلنا نتساءل لماذا انقلب موقف السيستاني من رافض للتظاهرات إلى مؤيد لها ؟! فهل الوضع الأمني الآن يسمح بالتظاهر كما هو في عام 2011 ؟ هل الخدمات التي قدمتها حكومة المالكي أفضل من الخدمات التي قدمتها حكومة العبادي ؟!.
والجواب على تلك التساؤلات واضح ومعروف عند الجميع, فلا الوضع الأمني الآن في ضل تواجد داعش على ارض العراق يسمح بالخروج بتظاهرات, ولا الخدمات التي قدمتها حكومة المالكي أفضل مما قدمته حكومة العبادي فكلا الحكومتين لم تقد شيئاً للشعب العراقي, لكن ما جعل السيستاني يغير موقفه تجاه خروج الشعب بالتظاهرات هو الاملاءات الإيرانية, فحكومة المالكي كانت تحظى بدعم إيران ولذلك حرم السيستاني التظاهر ضدها, أما حكومة العبادي فالكل يعرف إنها تتفلت من سطوة وهيمنة إيران عليها وبدأت تركن للجانب الأمريكي.
وهذا الأمر لا تقبل به إيران, وما تصريحات قادة وزعماء المليشيات الموالية لإيران قبل اشهر بقلب الطاولة على الحكومة خصوصا بعد التوترات التي حصلت بين تلك المليشيات والعبادي في ما يخص مشاركة قوات التحالف بتحرير تكريت, وكذلك دعوات تلك المليشيات بتغير نظام الحكم في العراق إلى نظام رئاسي, وهي دعوة واضحة يراد منها إرجاع المالكي – الإيراني – إلى كرسي الحكم.
فالقراءة الواقعية لهذا الانقلاب في موقف السيستاني من التظاهرات يشير وبكل وضوح إلى إن السيستاني يطبق توجيهات إيران بشكل واضح وصريح, فهو حرم التظاهر ضد المالكي العميل الإيراني ودعم التظاهرات ضد العبادي ذو التوجه الأمريكي.


احمد الطحان