فارس تلك الإمبراطورية الهمجية البربرية التي
اتخذت من الإسلام سترا, ومن التشيع غطاءا لكل مشاريعها ومخططاتها التي تسعى من
خلالها إلى استعادة تلك الأمجاد الماضية التي قضا عليها الإسلام, وتحطمت على
قلاعها في العراق, فهذه الإمبراطورية الهمجية استطاعت منذ عقود من الزمن أن تجد
لها منفذا للدخول إلى المحيط العربي والتغلغل فيه من خلال إيجاد الأدوات المناسبة
التي تخدم مصلحتها وقد بدأت في :
لبنان : وهي الدولة العربية الأولى التي
استغلتها إيران من خلال تسخير أدواتها هناك وبالخصوص حزب الله الذي يعتبر اليد الإيرانية
الضارب في لبنان, والذريعة في دعم هذا الحزب هي محاربة الاحتلال الإسرائيلي لكن في
حقيقة الأمر هو حزب مسخر لخدمة مصالح إمبراطورية فارس في المنطقة.
سوريا : هي البلد الثاني الذي امتدت له اذرع الإخطبوط
الفارسي, وأصبح استغلال هذه الدولة من خلال نظام الأسد البعثي الفاشي النصيري
منتحل التشيع, فعلى الرغم من التقاطع العقائدي والمذهبي بين ما تتظاهر به تلك الإمبراطورية
– التشيع الأمامي ألاثني عشري – إلا أنها وضعت يدها بيد النظام النصيري المغالي
الذي شذ عن مذهب التشيع في عقائده, ليصبح أداة لخدمة مصالحها في المنطقة.
العراق : هو البلد الثالث الذي تتحكم به تلك الإمبراطورية
من خلال رموز وقيادات تدعي التشيع لكنها في حقيقة الأمر وجدت لتنتهج منهج وسياسة
بلاد فارس في التعامل مع شعبها من جهة وفي التعامل مع المحيط العربي من جهة أخرى,
حيث أن كل عدو لإيران أصبح عدو للعراق بسبب السياسة التي يتبعها هؤلاء الساسة
والقادة والرموز, وهو البلد الأكثر تأييدا لإيران بحكم القرب والتدخل الكبير لها
فيه, حتى وصل الأمر لنقل ثقافة الفرس ومورثهم الفكري والعقائدي والشعبي لأغلب سكان
العراق.
البحرين : هو من البلدان التي سحقتها إيران
الفارسية, فهذا البلد كان ينعم بالهدوء والسكينة إلى أن تدخلت دولة المجوس في
شانها وتلاعبت بأفكار وعقول بعض أبناء هذا الشعب, لكي يدخل في محرقة ما تزال نارها
مشتعلة لهذه اللحظة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
اليمن : هذا البلد الذي ابتلي بالتدخلات
المجوسية حتى وصل به الأمر إلى ما هو عليه اليوم وقد استطاعت هذه الإمبراطورية
الفاشية من أن تسخر أدواتها هناك – الحوثيين – من اجل خدمة مصلحتها وتنفيذ
مشاريعها السلطوية الاستيطانية.
والملاحظ والمتتبع لهذه الدول يجدها إن كل
دولة عندما يبرز الدور والتدخل الفارسي فيها تتحول من دولة هادئة أمنة إلى دولة يملأها
الإرهاب والقتل والهلاك والسرقات والفساد!!! فلم نرى أو نسمع بان هناك دولة تدخلت إيران
في شأنها الداخلي قد استقرت أوضاعها بل العكس تماما, وهنا نتساءل هل هناك نهاية أو
حد أو مدى أخر تريد أن تصل له اذرع هذه الإخطبوط الفارسي أم اكتفى بتلك الدول ؟!!
احمد الطحان