توجد نظرية عند المحققين ورجال القانون تقول
" المجرم يحوم حول جريمته أو ضحيته " فعندما يرتكب شخص جريمة ما, تجده
يبقى يحوم ويدور في موقع الجريمة ويتابعها بشغف ويصب اهتمامه الكبير عليها, وهذه
القضية تنطبق بكل تمامية على إيران بخصوص حادثة تدافع الحجاج في مشعر منى, فبعد أن
وقع الحادث نلاحظ إن الدولة الوحيدة التي حولت الأمر إلى قضية ومؤامرة هي إيران
وأيدها في ذلك أذنابها في بقية الدول العربية.
ففي العراق, صرح نور المالكي باتهام المملكة
العربية السعودية بسوء الإدارة كما أتهمها بافتعال هذه الحادثة !! وتلاه في ذلك
السيستاني الذي صرح في بيان تعزية أصدره مكتبه عن أسفه وألمه بما وصفه بحادثة
" قتل المئات الحجاج من بينهم مئات الإيرانيين !!" فلم يستخدم مفردة
" موت أو مصرع أو وفاة " بل استخدم مفردة " قتل " في دلالة
واضحة على اتهام المملكة السعودية بإفتعال هذه الحادثة لقتل الحجاج الإيرانيين بشكل
خاص.
كما سبقهم في ذلك خامنئي في تصريح توعد فيه
المملكة السعودية بردٍ قاسٍ إذا ما تعرض الحجاج الإيرانيون للإساءة ؟! وبعد اتهمها
بسوء الإدارة ووضع نظرية المؤامرة في المقدمة , ومن ثم تلاه تابعه في لبنان حسن نصر
الله الذي لم يختلف تصريحه عن سابقيه في اتهام المملكة السعودية بهذه الحادثة.
لكن سرعان ما جاء الرد القاسي من الحجاج
أنفسهم, حيث كشفت وأكدت التحقيقات إن حادثة التدافع هي " ساخت إيران "
صناعة إيرانية, فقد كان سبب هذا التدافع هو وفد إيراني مكون من 300 ثلاثمائة حاج
لم يلتزموا بشروط التفويج ومن بينهم العشرات من رجال الاستخبارات والحرس الثوري
وفيلق القدس الإيراني بحسب التقارير المعلن عنها, هذا من جهة ومن جهة أخرى بعد
التحقيق مع بعض الحجاج الأفارقة اعترف احدهم بأنه تلقى مبلغ مالي قدره "
5000" خمسة ألاف دولار, وكذلك تم توزيع هذا المبلغ على مجموعة كبيره من
الحجاج الأفارقة, لقاء قيامهم بإفتعال التدافع.
فإيران أرادت من افتعال هذه الحادثة التي راح
ضحيتها قرابة الألف حاج ومثلهم جرحى ومصابين من مختلف دول لعالم الإسلامية من أجل
أن تلقي اللوم على المملكة السعودية, وتحاول أن تظهر هي بمظهر لمدافع عن المسلمين,
فكما قلنا بعدما ارتكبت إيران هذه الجريمة أخذت تحوم وتركز عليها وتتهم السعودية
بهذه الحادثة, فكبش الفداء لديها متوفر وهو المسلمين – شيعة وسنة – الذي يخدم مصلحتها ومشروعها الفارسي...!!!.
احمد الطحان