بعد حداثة التدافع في مشعر منى, كثرت الأقاويل
حول سبب التدافع, فهناك من اتهم السعودية بسوء الإدارة وهناك من قال سببها وفد أمير
سعودي كان سببا في هذا التدافع, وبعد ذلك اتضحت الحقيقة التي كشفها الإعلام وهي إن
سبب التدافع يقف وراءه 300 ثلاثمائة حاج إيراني... فكانت ضحية هذا التدافع وفاة أكثر
من 700 سبعمائة حاج و1000 مصاب.
لكن ما ادهشني كثيراً هو بيان التعزية الذي
صدر من السيستاني, حيث أن البيان ومن خلال الوهلة الأولى لقراءته
نلاحظ كيف أن السيستاني يدس السم في العسل ويصرح ضمناً أن التدافع قد أدى إلى فقد وقتل
عدد كبير منهم, وهو بهذا يحاول أن يتهم المملكة العربية السعودية
بالتسبب بقتلهم, على الرغم من الحادثة هي حادثة تدافع, سواء كان سببها
سوء إدارة أو عدم التزام الحجاج الإيرانيين بشروط التفويج, فلم يكن هناك جرم أو
جنحة ولم تكن القضية تستهدف شخص أو مجموعة, فكيف يحاول السيستاني أن يعطي صبغة
الجريمة والقتل لحادثة من المتوقع جداً حدوثها ؟!!, لذا استخدم مفردة " قتل
" والتي كان بالإمكان التعويض عنها بكلمة " وفاة " أو " موت
" أو " مصرع " .. لماذا استخدم مفردة قتل ؟؟!! لانه يريد أن يتهم
السعودية بتهمة ما انزل الله بها من سلطان.
الأمر الأخر في بيان التعزية الصادر عن
السيستاني, هو تأثره بموت الحجاج الإيرانيين فقط, فعندما يقول (( قتل وفقد وجرح
عدد كبير من حجاج بيت الله ومنهم مئات الزوّار الإيرانيين )) فهو يشير إلى أن
السعودية قتلت الحجاج وبالخصوص الإيرانيين وهو متأسف لموتهم أي موت الإيرانيين فقط
؟!! وغير مهتم بموت غيرهم من المسلمين سواء كانوا عراقيين أو سعوديين أو مصريين أو
من أي بلد أخر فأسفه وألمه فقط على الحجاج الإيرانيين ؟؟!!.
وهذا الأمر يجعلنا نعتقد ونتيقن بان العزاء
الذي قدمه لما اسماه بمقام الولي الأعظم, هو المقصود به الولي الفقيه "
خامنئي " لان أسفه وألمه كما قلنا كان مختصاً بالحجاج الإيرانيين دون غيرهم من
الحجاج المسلمين, ولو كان يقصد بذلك الإمام المهدي لكان قال المهدي أو الإمام
الحجة... فلماذا لم يسمي الأمور بمسمياتها ؟!.
فهذه الأمور بمجموعها تكفي بان تميط اللثام
عن فارسية وصفوية السيستاني, وتفضح حقيقة ولائه وانتمائه لإيران دون غيرها, وهو
موجود لحماية مشاريعها وتوسعها في المنطقة, فهو لم يهتم بالعراقيين سواء كانوا من
الحجاج وغيرهم, فالشعب العراقي يموت منه يوميا المئات وبالجملة فلم نسمع منه أي
عزاء للشعب, بل حتى التظاهرات التي تتعرض للقمع
والناشطين الذين تعرضوا للخطف والاغتيال لم نسمع من السيستاني أي خطاب عزاء
أو شجب أو استنكار أو مطالبة بحقهم .... فقط يتكلم عندما تكون القضية فيها جانب إيراني
؟؟!!.
فما صدر من السيستاني من بيان تعزية هو دليل
واضح على انه الراعي الرسمي للشؤون الإيرانية في العراق, وهذا دليل على انه رجل إيراني
وخادم لها ... فالسيستاني ومن خلال هذا البيان الواضح الذي
لا لبس فيه انه متعلق بفارسيته وقوميته ولا يهتم لغيرهم لا من قريب ولا من بعيد.
وهذا رابط بيان التعزية الصادرة من الفارسي
السيستاني....
احمد الطحان