الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

مرجعية النجف والتملق للأقوى !!


أدهشني كثيرا موقف مرجعية السيستاني الأخير من تظاهرات الشعب العراقي, والذي أظهرت فيه شبه تأييدها لتلك التظاهرات, لكن في حقيقة الأمر هذا التأييد لم يأت جزافاً وإنما جاء بعدما أيقنت مرجعية السيستاني إن الشارع العراقي قد كسر حاجز العبودية والتذلل لها, وقد خرج الشعب بتظاهرات حاشدة وكبيرة بعدما أيقن إن مرجعية السيستاني لم ولن تقدم أو تعطي لمعاناته حلاً, وهنا إرادة الجماهير فرضت رأيها على مرجعية السيستاني الذي التزم جانب الصمت حول الفساد المستشري في كل مرافق الدولة مما سبب نقص حاد في كل الخدمات وخصوصا في مجال الكهرباء.
ومن أجل ذلك وفي محاولة منها للإلتفات على تلك التظاهرات خرجت مرجعية السيستاني بتصريحها المخزي " للصبر حدود " خصوصا بعدما ذهب متظاهرو مدينة النجف إلى بيت السيستاني وحاولوا الدخول إليه عنوة لكن كثافة الحماية الشخصية وإجرامها في حق المتظاهرين حال دون ذلك,  الأمر الذي اجبرها على الخروج بذلك التصريح من اجل أن تتملق للشعب العراقي وتحاول أن تستميله لجانبها من اجل ضمان بقاءها في موقع إصدار القرار وضمان السمع والطاعة من الشعب العراقي لها.
وهذا الموقف المتملق لمرجعية السيستاني يذكرنا بمواقفها المشابهة السابقة, فهي وفي زمن النظام السابق, تملقت له بشكل كبير كونه هو الأقوى, حتى أنها أصدرت فتوى تحث الشعب على التصدي للأمريكان ووصفتهم بالمحتل في حال ما اعتدوا على العراق, وبعد عام 2003 أصدر السيستاني فتوى تحرم الجهاد ضد المحتل الأمريكي ووصف قواتهم بالقوات الصديقة, وهذا لكون الأمريكان أصبحوا هم من يتحكمون بالعراق وهم الأقوى, وصار التملق لهم واجبا في نظر السيستاني.
وبعد أن أصبح الحكم بيد الطاغي المالكي اخذ السيستاني يتملقه وبشكل كبير حتى انه أصدر فتاوى توجب انتخاب قائمته, كما حرم التظاهرات ضد حكومته, وأصدر أيضا فتوى الجهاد الكفائي من أجل الحفظ على حكومة المالكي لكن هناك إرادة اكبر من إرادته قامت بتغيير المالكي, 
وها هو السيستاني اليوم يتملق الشعب ويحاول التقرب زلفى إليه بعدما أيقن إن الشعب أصبح هو من يملك زمام المبادرة وهو الأقوى, وسيستمر السيستاني ومؤسسته بالتملق لكل جهة تصبح قوى فاعلة في العراق من أجل ضمان بقاءه على عرش المرجعية, ومما لا شك فيه أن السيستاني سيكون أول الداعمين والمؤيدين للدواعش فيما لو فرضت داعش سيطرتها على العراق وسيكون أول الناس دعماً وتأييداً لهم.


احمد الطحان