لا يخفى على الجميع ماهية مقتدى الصدر ودوره
الفعال في التأسيس لحكومة الفساد التي تزعمها نوري المالكي, فهو أي مقتدى الصدر أول
الداعمين للمالكي من خلال أربعين برلماني صوتوا لصالح المالكي الأمر الذي جعل الأخير
يعلو كعبه على أياد علاوي وينتزع منه رئاسة الحكومة, بالإضافة إلى خروجه بمسيرات
شكر لحكومة المالكي سنة 2011 بعد أن وأد شرارة المظاهرات المطالبة في الإصلاح
والتي رافقتها فتوى تحريم التظاهر من قبل السيستاني.
كما إن مقتدى الصدر تراجع عن قرار سحب الثقة
من حكومة المالكي والذي وصفه بأنه " مشروع الهي " في وقته لكنه تخلى عن
ذلك المشروع الإلهي, والسبب كما يعرف الجميع هو تبعية هذا الصبي وولائه لإيران
التي دعمت بكل قوتها حكم المالكي ومازالت تدعمه وتسعى إلى إبعاده عن المحاكمة
والمحاسبة القانونية حتى وصل الأمر بها بأن ترسل قاسم سليماني إلى العراق ليتخذ من
محافظة كربلاء مقراً له لك يشرف على ضرب
المتظاهرين وتحويل مسار التظاهرات وتغيير مطالبها.
لكن ثقافة ووعي الشارع العراقي حال والى هذه
اللحظة دون تحقيق رغبة إيران, الأمر الذي دفع إيران بتوجيه مقتدى لركوب موجة
التظاهرات وتغيير مسارها ومطالبها, وهذا ما دعا له مقتدى الصدر حيث انه وجه أتباعه
إلى الحضور ف ساحة التحرير كمتظاهرين لكن ضد من ؟! هل ضد الحكومة التي يشكل أتباعه
جزءاً منها ؟! هل سيتظاهرون للمطالبة بمحاسبة " بهاء الاعرجي " رئيس
كتلة التيار الصدري البرلمانية ؟! أم إنهم سيتظاهرون من أجل ضرب شعار المتظاهرين الأساسي
" باسم الدين باكونه الحرامية " ؟! والذي انزعجت منه إيران كثيراً ؟؟!!.
إن مقتدى الصدر يحاول أن يدخل التظاهرات من
أجل أن يقضي على مطالب المتظاهرين بعد أن يستفيد من عدد أتباعه ويجعل مطالبهم
تتماشى مع رغبة إيران كالمطالبة بحكم رئاسي أو إعطاء مهلة للحكومة أو تحويل المطلب
من حكم ديني إلى دعم الحكم الديني, وهذا الأمر يؤكده تزامن رجوع قاسم سليماني إلى
العراق مع أمر مقتدى بدخول التظاهرات.
فالظاهر والواضح جدا إن إيران أمرت مقتدى بان
يركب موجة التظاهرات لتغيير مسارها بما يصب في مصلحة إيران بعد أن عجزت عن ثني إرادة
الجماهير العراقية وكسرهم لحاجز الخضوع والتبعية لإيران, فمقتدى الصدر إن كان
بالفعل مواليا للعراق وشعبه فلتكن شعارات أتباعه هي مناهضة لإيران وللأحزاب
السياسية الحاكمة ويرفعون شعار باسم الدين باكونه الحرامية ... وشعار .. إيران بره
بره بغداد تبقى حره ... مع دعوات لحكم مدني نزولا لرغبة الشارع العراقي, وخلاف ذلك
فان خروج أتباعه بأمر منه يمثل انصياع لتوجيهات قاسم سليماني.
احمد الطحان