ارتقى منبر الجمعة الوكيل الفلاني للمرجع
الفلتاني وأخذ يقول يجب عليكم الانتخاب ويجب عليكم استلام بطاقة الناخب ويجب عليكم
انتخاب القائمة كذا والسياسي فلان وووو وأخذ يملي على الناس أشياء هم أحرار في
التصرف بها, وهذا شيء غريب جدا, ويبعث على التساؤل والاستفهام وهو ما دخل تلك
المرجعيات ووكلائها بالعراق وبالعراقيين؟؟!!.
حمى الانتخابات
داء يصاب به العراق في كل فترة تسبق هذه العملية , فيشهد حملات التسقيط وحملات التثقيف
وحملات التدخل من قبل البعض لغرض خدمة أجندة معينة, لكن كل هذا في جهة وتدخل مرجعيات
النجف في جهة أخرى, فمنذ أول عملية انتخابية جرت في العراق بعد عام 2003م وإلى يومنا
هذا نجد إن " المراجع الأربعة " هم أول المبادرين في التدخل وفرض الرأي,
فتارة يوجبون انتخاب قائمة معينة, وتارة أخرى يوجبون انتخاب ائتلاف معين, ويضعون التفريق
الطائفي هو الأساس وما يشهد لذلك هو تصريحات المرجع الباكستاني التي يقول بها انه متفق
مع البقية في انتخاب ائتلاف الشيعة من أجل انتزاع حق السلطة المغتصب منهم منذ آلاف
السنين!
فتاريخ تدخل المرجعيات الدينية بالشأن
العراقي خصوصا في السنوات العشر الأخيرة هو مخجل ومخزي, حيث نلاحظها قد وقفت مع
الكتل والأحزاب والسياسيين ضد الشعب العراقي الجريح المخدوع, فكل مرة تصرح
المرجعيات من خلال وكلائها وبالخصوص مرجعية السيستاني الإيراني ووكيليها عبد
المهدي الكربلائي وأحمد الصافي "رفاق البعث ورجال الاستخبارات في النظام
السابق" ومن بعدهم الباكستاني بشير والأفغاني إسحاق والأخير الإيراني محمد
سعيد الحكيم, نراهم دائما ما يقفون مع السياسيين ضد الشعب خصوصا أيام الانتخابات
أو الفترة التي تسبقها والتي تسمى بفترة " الحمى الانتخابية " حيث
يسخرون كل طاقاتهم وإمكانياتهم وقدراتهم ووكلائهم لغرض دفع الناس لانتخاب شخصيات
وأحزاب ترتبط مع تلك المرجعيات بأجندات ومصالح ومكاسب شخصية, مستخدمين في ذلك
أسلوب الترغيب والترهيب, تحرم زوجتك !! تحرم عيشتك !! كسرت ظلع الزهراء !! تبوأ
مقعدك من جهنم !! إذا لم تنتخب ؟؟!!.
ولا نعرف من أين أتوا بهكذا فتاوى ومن أي
مصدر شرعي استخرجوا تلك الفتاوى ؟؟!! ولماذا هذا التدخل بالشأن العراقي بما أنهم
كلهم غير عراقيين, كما يقال { يا غريب كن أديب }, دخلتم العراق بحجة العلم
والدراسة فلماذا هذا التدخل السافر في مصير العراقيين وبشكل يوحي بأنكم الآمر
الناهي في العراق, والمتحكم بمقدراته ومصير شعبه, فيكفي تدخل بالشأن العراقي
واهتموا بالعلم كما تدعون الذي حقيقة انتم منه خاوين وفارغين والدليل على ذلك هو
إنكم تصبح ألسنتكم سليطة فقط أيام الانتخابات وفي غيرها تخرس تلك الألسنة فلا تحكي
بعلم ينفع ولا بأمر يسر العراقيين أو ينصفهم على الأقل !!!.
وهذا ما نلاحظه هذه الأيام إذ تحولت خطب
الجمعة إلى خطب تثقيف انتخابي, وكان وظيفة المرجع هي عامل إعلامي في المفوضية
المستقلة للانتخابات, هل هي هذه وظيفة المرجع أم انه وظيفته هي العلم والتعليم
والتعلم وإصلاح حال المجتمع إلي يفتقد لهكذا أمر من قبل تلك المرجعيات, رسالة
انقلها لكم أيها الدخلاء الأربعة من الشعب العراقي كفا تدخلا بالشأن العراقي
وخصوصا في مسألة الانتخابات التي مللنا من تدخلاتكم فيها والتي دائما ما تنم عن
تشخيص خاطئ والآراء المتقلبة, دعونا نحن نقرر مصيرنا كعراقيين, فلا نحتاج نصائحكم
فوالله انتم من يحتاج النصح, وأنصحكم بأن تتركوا الشعب هو
يقرر مصيره وله الحرية في انتخاب من يراه مناسبا لكي يمثله في البرلمان المقبل, فإذا
انتم بالفعل أيها الأربعة عندكم الحرص على العراق وذرة من الحب لشعبه ابتعدوا عن التدخل
في العمل السياسي, واتركوا الشعب يقرر مصيره فبابتعادكم عن هكذا تدخلات سوف يعيش العراقيين
بسلام رفاهية وأمن وأمان .
اياد المنصوري